تحية طيبة.
الوعي بالأزمة ضرب من العصوف الذهنية الضامنة لانفراجات محتملة.لكن, هل يفترض أن نجمع على تقدير واحد ووحيد لملامح الأزمة؟هنا محل الاختلاف الجميل,هدا الاختلاف الذي يجعل من قولنا “ من نحن” سؤالا مؤجلا, و يفرض سؤالا أكثر راهنية هل نعيش أزمة وعي ديني غير محين ؟ أم إن الأزمة غير دلك؟ و هل نلحق سقطاتنا الحضارية و السياسية بهدا الوعي؟ و هل كان التاريخ العربي الإسلامي السياسي و الحضاري تاريخ املاءات فقهية؟؟
إن التسليم بهدا التقدير يجعل من طوام كثيرة أخطاء فقهية وثوقية.لكنا نعلم أن عروبية بني أمية,ووراثية بني العباس و ظلامية التقاليد السلطانية لم تقم على أساس ديني.كما أن تواطؤ فقهاء البلاطات في كثير من الهزائم القومية كانت جبنا سياسيا, ولم تكن اجتهادا فقهيا غير موفق.هدا الأخير الذي جعل من جغرافيا العالم الإسلامي مقاطعات مذهبية و طائفية. ومقتطعات تتوارثها العشيرة.وهو الذي جعل من العلماء أجراء لا رأي لهم إلا ادا باركه السلطان.
هده الطوام تجعل من أزماتنا الوجودية أزمات متلبسة بالدين. إنها قطعا أزمة وعي ديني, لكنه وعي ديني مسلطن.وعي لا يفرق بين عقد البيعة و عقود النخاسين.و حتى نعي حجم السلطة التي مارسها هدا الوعي على تاريخنا, يكفي أن نتذكر أن ابن خلدون الذي كان عقلانيا في فهمه للتاريخ و للعمران البشري. كان فقيها مسلطنا بامتياز.فعلاقاته المثيرة مع قصور مراكش وقرطبة و تلمسان و دمشق جعلت منه رجل دسائس وولاءات متهافتة.فكيف يكون الرجل عقلانيا عند أهل الرأي و العلم رجعيا في حضرة السلطان.و يكفي أن الرجل سلم دمشق للتتار. وكبح رغبة المقاومة عند أهلها ...فهل كان الأمر اجتهادا فقهيا مغلقا؟ أم تنفيذا لرغبة سلطانية في الاستسلام.؟؟؟