صدر عن منشورات سليكي إخوان بطنجة بدعم من وزارة الثقافة، كتاب للدكتور خالد سليكي يحمل عنوان »الخطاب النقدي بين إدماج التراث وأفق التأويل« ويقع في ??? صفحة من القطع المتوسط.
وهو كتاب يتناول قضايا الخطاب النقدي وطرائق تعامله مع الخطاب النقدي التراثي. ومما جاء في الكتاب:
? ?لا? ?يقول? ?النص كل شيء،? ?إنما? ?يجلي? ?بعض الممارسات الخطابية ويشكل معبراً? ?للوصول إلى ضبط القوانين التي? ?تحكم نظام الخطاب؛ إنه بعبارة أخرى،? ?يقدم شكلا من أشكال تمظهر الاستراتيجيات التي? ?كان? ?يراهن عليها الخطاب من خلال تملكه لأدوات المعرفة،? ?التي? ?يسعى دائما لأجل احتضانها وإضفاء طابع المشروعية عليها?. ?فالخطاب? ?ينحو دائما نحو تَمَـلُّكِ? ?الحقيقة?: ?وحين? ?يتملكها،? ?فإنه? ?يحكم آلياتها التي? ?تخضع باقي? ?الممارسات الأخرى إلى التحدث باسمها،? ?والحقيقة لاتوجد إلا خارج الثقافة التي? ?تعتبر الضامن لهذه المشروعية? . ?ومن ثم،? ?يصبح تاريخ الحقيقة المنتمية إلى الخطابات التي? ?تنتجها أيضا،? ?تاريخا للذاتية? (?والذاتية،? ?هنا،? ?تمثل مجموع المكونات والتراكمات الإجتماعية التي? ?تتفاعل داخل الذات الإنسانية وتشكلها?)?،? ?ومحتواها هو المعـــارف المشــكلة كذوات،? ?وهو الذي? ?يحــدد ما? ?يمـــكن قوله،? ?ومــا? ?يمكن أن? ?يكــونه ويفعله? ?? .?
إذا ما التفتنا إلى المعرفة العربية،? ?فسنجد أنفسنا أمام ما? ?يمكن أن نطلق عليه? »?الخطاب الإعجازي?« ?الذي? ?يمثل خطاب الهينمة?. ?إذ فيه تتجلى سلطة الخطاب،? ?كما أنه? ?يمثل خطاب السلطة؛ ولن تعنينا هيمنته على المجالات المعرفية،? ?أو مدى تأثيره في? »?تكوين العقل?«?،? ?بقدر ما? ?يهمنا كخطاب حاضر في? ?النص النقدي?. ?وقد استطاع القرآن من حيث هو نص،? ?أن? ?يتخلل كل أشكال المعرفة التي? ?كانت سائدة في? ?العصور الإسلامية الأولى؛ فكان الموجه والمعيار? ?يقف بكل سلطته على الممارسات التي? ?كانت تنتج آنذاك?. ?وقد تزامن ذلك مع عصر التدوين الذي? ?لم? ?يكن سوى نتاج للسلطة الدينية.حيث كان من وراء الممارسة التدوينية دافع ديني? ?محض،? ?وحين تشعبت الفروع المعرفية واستقل كل مجال بذاته،? ?كانت المكونات السلطوية للدين قد تسربت إلى عمق الممارسة المعرفية?. ?فكان تأثيره واضحا على المفاهيم وطرائق التلقي? ?الشعري? ?لدى النقاد العرب القدامى?. ?وظل الناقد العربي? ?القديم أسير التصور الديني? ?للغة،? ?أي? ?إن السلطة الدينية تحكمت في? ?الممارسة النقدية بتوجيهها وإخضاعها لآلياتها?.?
وتأسيسا على ذلك فإن النص معطى? ?يقدم تمظهرات متعددة ليصير بذلك تاريخا للمعرفة المتضمنة فيه،? ?وهي? ?المعرفة التي? ?تظل خاضعة للسلطة وللخطاب،? ?والمتكونة من تعارضات ثقافية متباينة؛ لأنه حين نتحدث عن خطاب الهيمنة فذلك لا? ?يعني? ?نفي? ?إمكانية وجود خطابات أخرى،? ?بقدر ما? ?يعني? ?أنها تتعايش مع خطابات تظل دائما على الهامش؛ ويعمل خطاب الهيمنة على إقصائه مما? ?يدفعه إلى احتضان أكبر عدد من الممارسات الثقافية والمؤسساتية حتى? ?يضمن الاستمرار،? ?ويعني? ?هذا ضمنيا،? ?أنه? ?يدخل في? ?صراع مع الخطابات الأخرى?. ?وبذلك? ?يصبح البحث في? ?تاريخ النص?- ?النصوص والسياق بمثابة البحث في? ?تاريخ القطائع التي? ?نتجت عن الخطاب،? ?كما أنه بمثابة بحث في? ?النص،? ?من حيث هو إنتاج وممارسة خطابية في? ?الوقت ذاته?.?