أستاذ خالد
سوف نخصص حديثنا بعض الشيء بحسب ما يقتضيه إيقاع النقاش .فأقول:
سبق أن أشار (بياجي)إلى ملمح هام ل "فن التربية", مؤدى هذا الملمح أن التعليم لا مجال فيه للاطلاقية و الصرامة العلمية إلى حد ما .فالمناهج و طرق التدريس و نظريات التعلم تتوزع بين" حقائق"شتى , قد تتكامل و قد تتضارب ,تبعا لخلفياتها الفلسفية و النفسانية.و قد بلغ هذا التهافت مبلغ التشكيك في علمية كثير من الكشوف.و حسبنا في هذا أن المدارس ;السلوكية و البنائية التكوينية و الجشطالتية , يصنفها علم النفس المعرفي الحديث (شومسكي .فودر...)في إطار علم النفس الساذج.علما بأنها عدت غطاء علميا لكثير من المسلمات البسيكوبيداغوجية .
و عليه فسلطة التو جيه و التنظير التربوي فعل مكفول للذات المشتغلة بالتربية و التخطيط لها (عن بعد أو قرب) هذه الذات المختصة /المثقف عموما / هي من ينتج قيما (يفترض كذلك) هي من يعد برامج و يختبر أخرى في سيرورة تطورية تتجاوز الصورنة و تستحضر قيم التغيير ,و تأهيل العنصر البشري قبل تحريره و اقداره على العطاء , داخل مساحة حرية تتوسع باستمرار.
إن التسليم بهذا الأمر يكشف عن خلل بين .أو لنقل عن" خصخصة راجعة " Back –privitization حيث يفوض المثقف عرفانه لسلطة منغلقة شمولية تستأثر بإنتاج " الحقائق البيدغوجية"و " الأهداف الإستراتيجية" و سمات" المواطن الصالح " في إطار ثقافة سائدة مستحكمة.
وفق هذا السيناريو ينسحب المثقف من مجال عمله" كمنتج" للمعرفة إلى" مستشار" تربوي لا يستشار, يسقط المدرسة /الإنسان من رؤيته الحالمة للعالم.......هنا....تتسع المسافة بين المثقف و مهامه المصيرية .و يكتفي بتوقيع البياضات‼