موضوع: "نساء المنكر "في مجتمع الخطيئة د. سناء شعلان الإثنين مايو 05, 2008 10:49 am
صاحبة رواية " نساء المنكر" هي ليست من صنف النّساء المنعّمات الداجنات، وليست من صنف الأديبات اللواتي يحببن وصف المرايا والنمارق الفاخرة والعطور الفرنسية، وليست من صنف الأديبات اللواتي يختبئن وراء أنوثتهن وجمالهن وينحنين على أيادي الذكورة مقبلات مستعطفات من أجل اعتراف أو رضا أو مديح، هي باختصار امرأة ثورة، وأديبة عاصفة، ونفس تأبى الظلم والاستبداد أياً كان لبوسه. كي تعرفها جيداً عليك أن لا تقف كثيراً على بوابتي عينيها اللتين تحملان فائضاً عجيباً من البراءة والسلام، بل عليك أن تقرأ ما وراءهما من ثورة وعصيان وتمرد وشجاعة ،هي مزيج سحري من كلمة لا، بكلّ ما فيها من تجليات وجمال. هي امرأة رقيقة كزهرة، ولكن قوية كسحابة عاصفة، أو كهزيم رعد. لكم أن تتعرفوا على سمر المقرن من خلال قلوبكم وضمائركم ووعيكم ،فتصفقون لجرأتها، ولفضحها لكثير مما يقترف من جناية وظلم بحقنا باسم الدين والأخلاق والشرف المزعوم، الذي يختزل ويتضاءل ويتقزّم ليغدو سيفاً مسلطاً على رقاب النساء المغلوبات على أمرهن، ولكم أن تحاكموها بطيش القبيلة وبنزقها، وتطعمونها للنار اللعنة، وتخلعوا عنها رداء رضاكم، أيّاً كان خياركم فلا أخال أنّها ستبالي؛لأنّها مخلوقة من إرادة ومن إنحياز فطري للمسحوقين والمنكودين . مارست الكتابة منذ أن كانت طفلة، ثم كتبت مجموعتها القصصية الأولى التي لم تر النور بعد " رجل عمره 9 سنوات " .ثم اكتشفت حقائق مرّة بفضل عملها صحفية، وتكلّمت في حين كان الصمت أكثر أمناً، وانتقدت ونددت بالظلم، فوصفت بالسقوط والإساءة، وتمخّض ألمها عن روايتها" نساء المنكر" التي ترفض تفسير اختيارها لعنوانها، وتبقي التعليل مفتوحاً على التأويل، كان العنوان الأول المفترض للرواية هو «لعبة عقلية»، ثم فكّرت باسم(ملائكة المنكر) ثم استقرت على اسم" نساء المنكر" الذي يسخر من مجتمع الخطيئة الذي يمتهن المرأة في أي لحظة دون حام أو معين بمجرد ظنون واعتقادات مناطة بمزاج رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لم تكن تفكر في كتابة رواية، بل كتبت وريقات متناثرة، إلا أنّ مشروع الرواية لاح لها بعد أن كتبت عشر ورقات من التحقيق الصحفي. سارة بطلة الرواية قامت بجريمة نكراء في عرف القبيلة، لقد أحبت، وقابلت من تحب في مكان عام في الرياض، فماذا كانت النتيجة؟ لقد ألقي القبض عليها وعلى من تحبّ، ووجدت نفسها في السجن لسنين بجريمة الحب، وتحطم مستقبلها وسمعتها ، وتبدد عمرها، وخرجت إلى المجتمع تحمل العار المزعوم ملفوظة مرفوضة ليس لها عمل سوى صب القهوة في الأعراس حيث حبيبها رئيف هو أول عريس تصبّ القهوة في عرسه، المجتمع عاقبها، وغفر لرئيف!!! ألا يستحق هذا المجمع ذو الموازين المختلفة أن يثار عليه دون هوادة؟؟ نساء المنكر رواية تندد ببعض التصرفات الغير مسؤولة التي قادت نساء إلى السجن،بعد أن خسرن أنفسهنّ بسبب شبهة أو لقاء رجل في مكان عام،فرفضهن المجتمع، وفصلن من أعمالهن ، ودمرت آمالهن ، وحطمت أحلامهن،ووجدن أنفسهن بائعات هوى بعد أن ضاقت في وجههن السبل. "نساء المنكر" كتبت بعيداً عن السقوط في العبارات الإباحية والمشاهد الجنسية الحارة،فهي لم تتجه إلى الجسد، وإنما اتجهت إلى القلب والعقل، فالحب له مساحته وتجسيده في الرواية كما أنّ بعض المسائل الاجتماعية التي لها مساس قوي بالأعراف والتقاليد أطلت بوضوح دون مواربة أو ترميز، إذ سمّت الأشياء بأسمائها فركزت على النظرة المخرومة والهشة من بعض الفئات المجتمعية للمرأة وقضاياها وإطارها من منظورها الخاص . هذه هي سمر المقرن لمن أراد أن يعرفها من "نساء المنكر"، كي لا ينكر عليها غضبها، وكي يلعن معها مجتمع الخطيئة
