حصلت الأديبة الأردنية الدكتورة سناء الشعلان على إحدى جوائز جريدة ملامح ثقافية لدورة عام 2008، وذلك في حقل القصة القصيرة عن مجموعتها القصصية المخطوطة " عام النمل".
ويذكر إنّ الجائزة في دورتها هذه قد كانت في حقلي الرواية المخطوطة والمجموعة القصصية المخطوطة. وأطلقتها الجريدة المغربية ملامح ثقافية رغبة منها في دعم المبدعين الشباب في الوطن العربي، إذ كانت المسابقة مفتوحة لكلّ مبدعين الوطن العربي داخله وخارجه.
وتكونت لجنة التحكيم من: د. هيفاء السنعوسي،د. محمد أنقار،د. نجيب العوفي،د. رشيد برهون،د. محمد إقبال عروي،د. عزيز البازي،د. خالد أقلعي،د. سعاد الناصر.
وستتكفل الجائزة بطبع الأعمال الفائزة ونشرها على نفقتها. ومجموعة الشعلان المخطوطة الموسومة بـ " عام النمل" هي مجموعة قصصية ،تقع في نحو 150 صفحة، وتتكون من 8 قصص أمهات، تتوالد عنهن أكثر من خمسين قصة قصيرة فرع. والمجموعة هي كما تقول الشعلان سِفْر للتنديد بالسقوط، وفضح وتعرية الآثمين، واللاهين بمصير الناس والأمة، وهي تستحضر في سبيل ذلك الكثير من الموروث الحكائي والأسطوري، وتفتعل رصيداً حكائياً موروثاً وتتناص مع الكثير من الحكايا في المخيال الإنساني من أجل رسم تجليات واضحة ومستفزة للإنسان ضد الاستلاب والظلم والقهر. وهي بذلك تخرج عن سمتها العام في مجموعاتها القصصية السابقة لتخلص لسمت فانتارياً لتاريخ مفترض ولواقع ممجوج لا يخجل من طحن المسالمين و من العبث بأقدار الشعوب ومقدرات الأمم.
والمجموعة تقوم على فكرة التجريب في الشكل، وتستدعي تقنيات السّرد في ألف ليلة وليلة وفي الحكي القصصي الشفوي، حيث هناك قصة أم رئيسية تتوالد منها قصص صغيرة تجمعها بها وحدة موضوعية خفية، ثم تعود القصص المتفرعة جميعها لتصبّ من جديد في القصة الأم الرئيسية.
والمجموعة لا تخلو من روح السخرية التي تذكي روح الثورة، وتعري المخازي،وتفضح الزور والإدعاء،وتضع القارىء تماماً في مواجهة وجه واقعه دون أقنعة أو أدوات مكياج وتخفّي.
وقد أعلنت نتائج الجائزة على هامش الحفل الذي رعته مـكـتـبـة سـلـمـى الــثـقــافــية ومـنـتـدى الـسـرد الأدبــــــــــي في تطوان في المغرب تحت شعار: "الإبـداع رؤيــة"، حيث استضاف الحفل اليــوم الشاعر الكبير الدكتور محمد السرغيني،ونظم عدة جلسات نقدية وشهادات وقراءات شعرية لمبدعين مغربيين.وتسلّم الدكتور المغربي خالد السليكي والأديبة فاطمة الميموني الجائزة نيابة عن الشعلان التي اعتذرت بسبب ظروف عملها الجامعية عن السفر لتسلّم الجائزة .
وقد أعربت الشعلان عن سعادتها وفخرها بهذه الجائزة، لاسيما أنّها جائزة تؤكد على أواصر التواصل الإبداعي بين الأدباء العرب في كلّ مكان، ولأنها الأردنية الأولى والوحيدة التي فازت بهذه الجائزة باسم الأردن وباسم جامعتها الأردنية.وهي جائزة جاءت بعد فوز الشعلان حديثاً بجائزة وزارة الثقافة السعودية في كتابة النص المسرحي للعام 2008، وذلك عن مسرحيتها" دعوة على العشاء".
وقد كرّمت الجامعة الأردنية مؤخراً سناء الشعلان على حصولها على أكثر من جائزة باسمها في حقول المسرح والقصة القصيرة وأدب الرسائل في حفل تكريم أقيم على هامش اليوم العلمي لمركز اللغات للعام 2008، تضمن قراءة قصصية للشعلان في أصبوحة أدبيية حضرها حشد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية والطلبة.
ومن أجواء المجموعة القصصية الفائزة" عام النمل" : " لم تكن مملكة النّمل معنية بأيّ تواريخ أو أزمنة أو تسميات؛ إذ كانت مصلحة الجماعة هي ما تعنيها، في حين تضرب صفحاً عمّا هو دون ذلك أو ما فوقه، وإن كانتْ تواريخ محفورة في ألواح التاريخ بالذهب أو بالدم، أمّا الزمن فهو في عُرفها حالة فراغية لا تعرف لها تحديداً مقيتاً كالذي يعرفه البشر، وكلّ ما كان يعني مملكة النّمل هو تقويض ذلك العرش الذهبي الضخم الذي رُكّز تماماً فوق مخازن الغلال والمؤن، فباتَ يهدّد مملكة النّمل بالجوع وهي مقبلة على فصل الشتاء، حيث لا متسع لجمع مؤنٍ جديدة أو نقل محتويات المخازن العتيقة المأسورة تحت العرش، وما كانتْ المملكة لتتخلّى عن مقدّراتها وممتلكاتها، فالتمسّك بالحقوق هو قانون النّمل المقدّس.
بعثتْ مملكة النمل رسولاً إلى سلطان عرش البشر تسأله أن يغيّر مكان عرشه، فيخلي بين النّمل ومستودعاته، لكنّ السلطان ذا العرش الماسي سخر من ضعف الرسول النّملة، وداسه بنعله دون أن يعبأ بدوره المقدّس، فمحقه محقاً، وجلجل الإيوان بضحكات استهتاره وانتصاره المؤزّر على الرسول النّملة، إذ ظنّ أنّه قد هدر كرامة مملكة النّمل الوقحة بسحقه لرسولها الأسود الصغير ذي الأيدي المرتعشة.
صمّمتْ الملكة النّملة على أن تسترجع المؤن المسلوبة، وعلى أن تمزّق كِبْر السلطان البشري العابث، وأن تهدّم عرشه المسكون بالتجبّر وآهات المستعبدين من شعبه، وأعلنتْ أنّ مهمة تقويض عرشه هي واجب مقدّس على كلّ نملة محبّة لأهلها، مؤمنة بقضية أرضها وشعبها، وأطلقتْ صفير النفير الذي لبّى الجميع نداءَه المقدّس.
